كان محمد شرف صاحب رسالة فنية راقية، بأداء عفوي غير متكلف، وخفة دم غير مصطنعة، وحضور مميز دائمًا، وخاض رحلة صعبة مع المرض خلال آخر 10 سنوات في حياته.
تحرير:عبد الفتاح العجمي٠٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٢:٥٣ م
محمد شرف.. طالما كان نكهة الأفلام التي يُشارك فيها مع بداية الألفية الجديدة، رغم أنه لم يحظ بأي دور بطولة طوال تاريخه ودائمًا ما كانت أدواره مساحتها قليلة، كان مثالًا للتأكيد على أن العطاء الفني لا يُقاس بمساحة الدور، فمن ينسى مشهد السرقة الذي جمعه بـأحمد حلمي وحسن حسني في "زكي شان"، أو المشهد الذي جمعه بحلمي ومجدي كامل في "ظرف طارئ"، أو المشاهد التي جمعته بـأحمد عز في "الرهينة"، ولم يُمهله القدر كثيرًا ليُقدّم لنا المزيد من الأدوار التي نتذكره بها، حيث عانى خلال آخر 10 سنوات من المرض الذي ما لبث يتركه حتى آتاه مجددًا وحمله عن عالمنا.
النشأة.. والمشوار الفنيولد محمد شرف بالإسكندرية في 19 فبراير عام 1963، وتخرج في المعهد الفني التجاري عام 1984، ثم سافر إلى مدينة القاهرة من أجل العمل في المجال الفني، بدأ مسيرته الفنية في التسعينيات، وكانت انطلاقته الحقيقية من مسلسل "أرابيسك" عام 1994، وقام فيه بدور "سامبو" الذي اشتُهر به.شارك في عشرات
النشأة.. والمشوار الفني
ولد محمد شرف بالإسكندرية في 19 فبراير عام 1963، وتخرج في المعهد الفني التجاري عام 1984، ثم سافر إلى مدينة القاهرة من أجل العمل في المجال الفني، بدأ مسيرته الفنية في التسعينيات، وكانت انطلاقته الحقيقية من مسلسل "أرابيسك" عام 1994، وقام فيه بدور "سامبو" الذي اشتُهر به.
شارك في عشرات الأدوار المساعدة في السينما والتليفزيون والمسرح، ومن أبرز أفلامه "عسكر في المعسكر، صباحو كدب، كباريه، إكس لارج، آسف على الإزعاج" وغيرها، ومن أبرز المسلسلات التي شارك بها: "السيرة الهلالية، أرابيسك، للعدالة وجوه كثيرة، ريا وسكينة، مبروك جالك قلق" وغيرها، ومسرحيات: "عيال تجنن، القشاش، حودة كرامة، فيما يبدو سرقوا عبدو"، وغيرها.
تخطت أعمال شرف حاجز الـ110 وفقًا لقاعدة بيانات السينما، وكان صاحب أداء عفوي غير متكلف، وخفة دم غير مصطنعة، وحضور مميز دائمًا، ورسالة فنية راقية، ومن أشهر أدواره "عنكب" في "عصابة الدكتور عمر"، و"بكتيريا" في "قصة الحي الشعبي"، و"المعلم مشمش" في "جعلتني مجرمًا"، وغيرها، وأجمل أدواره كانت مع الفنان أحمد حلمي، دائمًا ما كان يبرز فيها لذة كوميديا خفيفة الظل على المشاهد بمنتهى العبقرية.
المرض.. والعودة
محمد شرف متزوج وله ولد وبنت هما "هشام" و"دينا"، واقتحم "هشام" في السنوات الأخيرة عالم التمثيل فشارك في "تياترو مصر" وفيلم "من 30 سنة" وسيت كوم "راجل وست ستات" وغيرها من الأعمال.
وفي عام 2008 أُصيب بانسداد فى شرايين المخ، وخضع لثلاث عمليات جراحية، وتسبب له هذا المرض في عدة مضاعفات أجبرته على التوقف عن العمل وقتها لفترة طويلة.
واحد مصري هيشجع إيه.. نيجيريا
أثر المرض ماديًّا عليه خاصة بعدما أنفق أكثر من 180 ألف جنيه على العلاج، حيث أوضح في تصريحات لـ"المصري اليوم"، مايو 2009، أنه كان ينفق 300 جنيه أسبوعيًّا على الأدوية، وعقّب قائلًا: "بقيت على الحديدة"، ووقتها تكفلت نقابة الممثلين بإجراء العمليات الجراحية.
تحسنت حالته الصحية، وعاد مجددًا لمهنته، وقدّم العديد من الأعمال، وآخر ظهور له في الدراما من خلال مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" عام 2015، بينما الظهور الأخير له في السينما كان من خلال شخصية "زعتر" في فيلم "أخلاق العبيد" مع النجم خالد الصاوي (2017)، ووقع اختياره مؤخرًا على سيناريو فيلم جديد بعنوان "حالة"، قصة وإخراج أحمد علام، وبالفعل تعاقدت معه شركة رترو ميديا، ولكن لم يُمهله القدر.
المرض مجددًا
تعرّض محمد شرف مجددًا لأزمة صحية جديدة تستدعي إجراءه جراحة عاجلة بالخارج، وكشفت نقابة المهن التمثيلية أنها تدرس سفره إلى الخارج على حسابها ولكن التكلفة العلاجية تتخطى بمراحل ميزانية النقابة، وتولى المتابعة على حالته الدكتور مجدي يعقوب.
وظهر شرف وعليه آثار المرض، في حوار تليفزيوني مع الإعلامية إيمان الحصري، ببرنامج "مساء DMC"، مايو 2017، وقال وهو يبكي، إن أزمته الصحية جعلته ينفق كل أمواله، موجهًا الشكر لعدد من الفنانين الذين ساهموا في علاجه، وأبرزهم أحمد حلمي، وطارق لطفي، ومحمد هنيدي، وأحمد آدم.
سامووو عليكووو
كان محمد شرف في عز توهجه قبل أن يُداهمه المرض في عام 2008 ويؤخره خطوات ويتسبب في انعزاله عن الوسط الفني، وظل متذبذبًا طوال العشر سنوات الأخيرة، حتى توفى في 27 يوليو 2018 داخل إحدى مستشفيات الإسكندرية، عن عمر ناهز 55 عامًا.