من التحرير إلى «القاهرة والناس»: أكتوبر شرف كل مصر
الشعب والجيش "المصري" هما بطل واحد متشابك لملحمة 6 أكتوبر. السادات قاد النصر. قادة الحرب أيضا صنعوا النصر. الكل شارك في النصر، لا الرئيس الراحل وحده.
تحرير:التحرير
٠٦ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:٢٨ ص
حرب أكتوبر
إذا كانت مصر هي أول جملة صحيحة في كتب التاريخ، فإن شعب 6 أكتوبر 1973 هو أول جملة صحيحة في قصة النصر على إسرائيل. الشعب الذي تحمل النكسة، وأرسل أبناءه قرابين لتحرير أرض الفيروز من جنود الكيان الصهيوني، هو الشعب الذي كان يطلق الزغاريد وهو يودع أبناءه العائدين في أكفان الشرف. من رحم هذا الشعب خرج جيل أكتوبر: جمال عبد الناصر وأنور السادات والجمصي وسعد الدين الشاذلي، وإبراهيم الرفاعي، ومحمد المصري صائد الدبابات، والعريف زكريا سيد خليل، أسد سيناء، والصعيدي والبحراوي والإسماعيلاوي والقناوي والإسكندراني، وهيلا هيلا الله أكبر.
فكيف تطالعنا قناة القاهرة والناس بشعار على شاشتها يختصر ملحمة الشعب والجيش والقادة: أبناء الشعب، في عبارة "يوم الشرف.. يوم السادات"؟ كيف تختصر تضحيات وصمود ودماء مئات الآلاف من الأبطال: أبناء القرى والنجوع والحارات الشعبية، في شخص الرئيس السادات؟ السادات قائد حرب أكتوبر بحق، لكن نصر أكتوبر صنعه أولاد
فكيف تطالعنا قناة القاهرة والناس بشعار على شاشتها يختصر ملحمة الشعب والجيش والقادة: أبناء الشعب، في عبارة "يوم الشرف.. يوم السادات"؟ كيف تختصر تضحيات وصمود ودماء مئات الآلاف من الأبطال: أبناء القرى والنجوع والحارات الشعبية، في شخص الرئيس السادات؟ السادات قائد حرب أكتوبر بحق، لكن نصر أكتوبر صنعه أولاد الشعب العرقانين الشُّداد على جبهة الحرب القاسية. ملحمة أكتوبر شجرة متفرعة تخلد معجزات أبناء الفلاحين في سيناء وتحكي عن بطولاتهم، وتستاء جدًا لو أن أحدًا تعمدَ خلط الحقائق وحاول الترويج لفكرة مستفزة تمتطي ذلك الشعار، والسادات نفسه لو كان عائشًا بيننا الآن لعمل مداخلة تليفونية مع قناة القاهرة والناس وطلب منهم أن يحذفوا هذا الشعار الفارغ. هذا تقزيم لبطولات مجيدة لأبناء شعب مصر الذين كان يقودهم الرئيس أنور السادات وباقي غرفة عمليات حرب أكتوبر: المشير أحمد إسماعيل والمشير الجمصي واللواء بحري فؤاد ذكري واللواء فؤاد نصار، وغيرهم من القادة الكبار الذين لا تتجه صوبهم وسائل الإعلام أو لا يحبونها! بعد هذا كله نجد شعار "القاهرة والناس" يكاد يُخرج لسانه من التلفاز لشعب مصر العظيم صانع حرب أكتوبر ويصدمه بأننا أفقنا في الصباح الباكر وشعرنا بالضجر فقررنا أن نحتكر يوم الشرف في الرئيس الراحل.
ألا يتفكرون؟!
ألا يتذكرون بطولات الجنود المصريين وحكاويهم الكثيرة والمُلهمة؟ ألا يتذكرون العريف زكريا سيد خليل؟ هذا أسد سيناء الذي ظلت قصة استشهاده طي الكتمان قرابة ربع القرن. فجأة اعترف جندي إسرائيلي للسفير المصري في ألمانيا (في عام 1996) بأن العريف زكريا من أشرس المقاتلين الأفذاذ، وأنه قتل وحده ما يزيد على عشرين جنديا إسرائيليا، وظل يقاتل حتى الموت. هذا الجندي الإسرائيلي هو الذي قتل أسد سيناء ودفنه واحتفظ بمتعلقاته، وأطلق 21 طلقة تحية في الهواء، بعد أن قام بدفن البطل زكريا سيد خليل.
ألا تتذكرون قصة محمد المصري، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة الذي دمر وحده 27 دبابة من العدو متفوقا على الشهيد البطل عبد العاطي الذي دمر فقط 23 دبابة في حرب أكتوبر المجيدة؟ ألا تتذكرون انفجار أنشودة "الله أكبر" من أفواه زهرة شباب شعب مصر وهم يدكّون حصون خط بارليف تحت أرجلهم كأنهم يتمشون على كورنيش النيل؟ ألا تتذكرون الرئيس عبد الناصر وقادة حرب الاستنزاف الذين فتحوا الباب لحقيقة نصر أكتوبر؟ ألا تتذكرون بطولات العميد يسري عمارة الذي أسر عساف ياجوري؟ هذا البطل سبق له الاشتراك في حرب الاستنزاف وأسر أول ضابط إسرائيلى يُدعى "دان شمعون".
من ينسى قصة الفلاحين في محافظة الدقهلية الذين كانوا يهللون ويرقصون عندما يراقبون طائرة إسرائيلية تحترق في الجو؟ من ينسى المرأة العجوز في الشرقية التي كانت تجمع قطع الصواريخ المعادية وتضعها في قفة كي تسلمها لمسئولي المفرقعات في الجيش؟ من ينسى الأطفال الضاحكين في المنصورة وهم يلعبون فوق حطام طائرة فانتوم كأنهم يلعبون بالكرة؟ يا قناة القاهرة والناس: هل نسيتم قصة البطل الجندي محمد العباسي ابن الشرقية الذي رفع العلم المصري فوق خط بارليف وهتف "الله أكبر"؟ وهل ينفع أن ينسى الشعب ذكرى المهندس اللواء باقي زكي يوسف، صاحب فكرة تدمير خط بارليف؟
أعزاءنا في قناة "القاهرة والناس".. الملايين التي لبّت النداء وحملت السلاح شاركت في النصر.. روح الشعب والجيش وقادة الجيش انصهرت في بوتقة واحدة.
إنه يوم الشرف لكل المصريين يا "قناة القاهرة والناس" لا لشخص رئيس بعينه، مع الاعتراف بدور السادات "ابن الناس الغلابة"!